لقد كنتُ من أوائل المنتقدين لأداء منتخبنا الوطني من الناحية الفنية الجماعية، وانتقادي يومها لم يكن استهدافًا لأحد، بل قراءة موضوعية لما كان يُقدَّم داخل الملعب. كما وجّهت نقدًا واضحًا للمدير الفني، انطلاقًا من قناعة بأن المنتخب لم يكن يُظهر هوية فنية راسخة أو منظومة جماعية متماسكة.
لكنّ ما قدّمه منتخب النشامى في بطولة كأس العرب يستحق التقدير والإشادة؛ فقد رأينا أداءً جماعيًا مختلفًا، أكثر تنظيمًا، وأكثر نضجًا، مع تغييرات واضحة في البناء والضغط والمرونة التكتيكية. هذا التطوّر أعطى المنتخب شخصية داخل الملعب، وأثبت أنّ العمل المتواصل قادر على تغيير الصورة، حتى لو خالف ذلك توقّعاتنا السابقة.
الاعتراف بالتقدّم ليس تراجعًا عن الموقف، بل هو احترام للحقيقة وإنصاف للجهد. واليوم، من الواجب أن نحيّي المنتخب والجهاز الفني على هذا التطوّر الواضح، وأن نواصل دعمهم، على قاعدة واحدة: النقد حين يلزم، والإشادة حين تُنتَزع بجدارة.
د. طـارق سـامي خـوري